قال في حديث أبو سليمان حذيفة قال: أتينا سبيع بن خالد الكوفة فإذا أنا برجال مشرفين على رجل فقالوا: هذا فقال حذيفة بن اليمان كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر فبرشموا إليه. أن
من حديث نا محمد بن بشار بندار حدثني أبي عن معاذ بن هشام حدثني قتادة سبيع بن خالد.
البرشمة: تحديق النظر يقال برشم الرجل إلى الشيء إذا فتح عينيه وحدد النظر إليه فعل المنكر له أو المتعجب منه فهو مبرشم وأنشد يعقوب:
وألفيت الخصوم وهم إليه مبرشمة أهلوا ينظرونا
وقال آخر:والقوم من مبرشم وضامز
.أي ساكت.
ويقال أيضا برهم الرجل بمعنى برشم.
وتأويل هذا الكلام أنه إنما كان يسأل عن الشر ليعرف موضعه فيتوقاه وذلك أن الجاهل بالشر أسرع إليه وأشد وقوعا فيه.
[ ص: 328 ] ويروى عن بعض السلف أنه قيل له إن فلانا لا يعرف الشر فقال أجدر أن يقع فيه. ولهذا صار عامة ما يروى من أحاديث الفتن وأكثر ما يذكر من أحوال المنافقين ونعوتهم منسوبة إليه ومأخوذة عنه.