الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث جابر أنه قال: سرت مع رسول الله صلى الله عليه في غزاة فقام فصلى وكانت علي بردة فذهبت أخالف بين طرفيها فلم تبلغ وكانت لها ذباذب فنكستها  وخالفت بين طرفيها ثم تواقصت عليها لا تسقط.

أخبرناه عن ابن داسة نا أبو داود نا يحيى بن الفضل السجستاني نا حاتم بن إسماعيل ثنا يعقوب بن مجاهد عن عبادة بن الوليد بن عبادة عن جابر.

ذباذب الثوب: أهدابه وسميت ذباذب لتذبذبها وهو أن تجيء وتذهب.

قال أبو عمرو: أطراف الثياب يقال لها الذعاليب واحدها ذعلوب، [ ص: 387 ] وهي الذناذن أيضا واحدها ذنذن مثل ذنذن الشجر سواء، وأسافل القميص يقال لها الذلاذل واحدها ذلذل قال الشاعر:


إذا خرج الفتيان للغزو شمرت عن الساق يوم الروع منه ذلاذله

وقوله: تواقصت عليها أي أمسكت عليها بعنقي لئلا تسقط وهو أن يحني عليها عنقه كأنه يحكي خلقة الأوقص وهو الذي قصرت عنقه كأنه رد في جوف صدره.

وفيه أن رسول الله صلى الله عليه نهاه عن ذلك وقال له: "إذا كان الثوب واسعا فخالف بين طرفيه وإن كان ضيقا فاشدده على حقويك".

التالي السابق


الخدمات العلمية