الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث ابن عمر : أنه قيل له : ادع الله لنا ، فقال : أكره أن أكون من المسهبين .  

أخبرناه ابن الأعرابي ، ثنا عباس الدوري نا يحيى بن معين قال : ورواه الأعمش ، عن عطية ، عن ابن عمر .

يقال : رجل مسهب ومسهك ومهت إذا كان كثير الكلام ، وكان القياس أن يقال : مسهب بكسر الهاء من أسهب إلا أنه جاء شاذا في حرفين آخرين . قالوا : ألفج الرجل بمعنى أفلس ، فهو ملفج بفتح الفاء ، وأحصن الرجل فهو محصن .

وقال بعضهم : ألفج وأحصن بضم الألف .

ويقال : إن الإسهاب مشتق من السهب ، وهو الأرض الواسعة ، قال الأعشى :

وكم دونه من حزن قف ورملة وسهب به مستوضح الآل يبرق

وكل من توسع في شيء فقد أسهب فيه ، قال الشاعر :

[ ص: 399 ] :


لا تعذليني بضغابيس القوم     المسهبين في الطعام والنوم

ومن هذا حديث ابن عباس ، حدثنيه محمد بن مكي ، نا إسحاق بن إبراهيم ، نا أحمد بن عبدة ، ثنا حفص بن جميع ، نا سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خيلا فأسهب شهرا لم يأته منها خبر ، ونزلت والعاديات ضبحا . ضبحت بمناخرها السورة .

[وحدثني الأزهري ، نا المنذري ، نا أبو بكر الخطابي ، عن أحمد بن عبدة ، عن حفص بن جميع بإسناده أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث خيلا فأشهرت لم يأت منها خبر فنزلت : والعاديات ضبحا .

يريد أنها ركضت مسيرة شهر فأمعنت في السهوب ، والضبح : نخير من الأنف ، ويقال : بل هو نحيم يسمع من صدور الخيل إذا عدت ، قال أبو دؤاد الإيادي :


وشوازبا قب البطو     ن عوابسا يعدون ضبحا

وكان ابن عباس يقول في العاديات ضبحا : إنها الخيل في الغزو ، وكان علي يقول : " بل هي [الإبل] في الحج " .   [ ص: 400 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية