الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
قال أبو سليمان في حديث أبي هريرة : أن شيخا من طفاوة قال : تثويته فلم أر رجلا أشد تشميرا ولا أقوم على ضيف منه   .

أخبرناه ابن داسة ، نا أبو داود ، نا مؤمل ، نا إسماعيل ، عن الجريري ، عن أبي نضرة قال : سمعت شيخا من طفاوة يقول ذلك .

قوله : تثويته أي تضيفته ، والثوي : الضيف ، قال القطامي :


فمن يكن استلام إلى ثوي فقد أكرمت يا زفر المتاعا

وقال ذو الرمة :


فقلت لها لا بل هموم تضيفت     ثويك والظلماء ملقى سدولها

وأصل هذا من الثواء ، وهو المكث في الإقامة ، يقال : ثوى الرجل وأثويته إذا أويته إلى منزلك ، قال الشاعر [ ص: 420 ] :


فإن شئت أثويناك في الحي مكرما     وإن شئت بلغناك أرضا تريدها

يريد : ضيفناك عندنا ، ومنه الحديث أن النبي صلى الله عليه كتب في صلح أهل نجران أن عليهم مثوى رسله ثلاثة أيام يريد ضيافتهم وما يقيمهم هذه المدة .

التالي السابق


الخدمات العلمية