الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
قال أبو سليمان في حديث ابن عباس : " أنه حاج عمرو بن العاص عند معاوية في آية ، فقال عمرو : " تغرب في عين حامية " . وقال ابن عباس : " حمئة " ، فلما خرج ابن عباس إذا رجل من الأزد فقال له : بلغني ما كان بينكما ، ولو كنت عندك لرفدتك بأبيات قالها تبع ، فقال :


فرأى مغار الشمس عند غروبها في عين ذي خلب وثأط حرمد



[ ص: 459 ] فقال ابن عباس : اكتبها يا غلام "
  .

أخبرناه أبو رجاء الغنوي والحسن بن عثمان البناني قالا : نا محمد بن الجهم السمري ، نا عبد الله بن عمرو ، أنا الحكم بن ظهير ، عن زيد بن رفيع ، عن ميمون بن مهران .

قوله : حمئة ، مهموزة من الحمأة ، وهي الطين الأسود ، وحامية من الحمى مقصورا ، ومعناه الحارة ، كقولك : نار حامية ، والثأط . الحمأة ، والعرب تقول : ثأطة مدت بماء .

يضرب مثلا للرجل المفرط الحمق ، يقال : كأنه حمأة صب عليها ماء . فازدادت رطوبة وفسادا .

والخلب : الطين اللزج ، يقال : ماء مخلب : أي فيه خلب ، والحرمد : الطين أيضا .

التالي السابق


الخدمات العلمية