الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث ابن عباس في قوله : فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قال : ليست بسلفع   .

يرويه : سفيان بن عيينة ، عن أبي سعد البقال ، عن عكرمة ، عن ابن عباس [في قصة طويلة ذكرها من شأن موسى] .

السلفع : الشجاع ، قال أبو ذؤيب [ ص: 469 ] :


بينا تبغيه الكماة وروغه يوما أتيح له جريء سلفع

ويقال : رجل سلفع ، وامرأة سلفع ، بغير هاء ، وإنما أراد الوقحة من النساء الجريئة على الرجال . وفي هذه القصة أن موسى لما ألقى عصاه صارت حية فوضعت فقما لها أسفل ، وفقما لها فوق ، وأن فرعون كان على فرس ذنوب حصان ، فتمثل له جبريل على فرس وديق ، فتقحم خلفها ، وذكر السامري وقصة العجل وأنه من حلي تعوره بنو إسرائيل من حلي فرعون .

الفقم : مقدم الأنف ، يقال : ذلك بضم الفاء وفتحها ، والذنوب الوافر هلب الذنب ، والوديق الفرس التي استودقت للفحل .

والحصان : الفحل ، يقال : فرس حصان بكسر الحاء وامرأة حصان بفتحها ، وتعوره أي استعاره . يقال : تعورنا العواري بيننا أي تداولناها ، وقد أعرت الشيء إعارة وعارة قال ابن مقبل :


فأخلف وأتلف إنما المال عارة     وكله مع الدهر الذي هو آكله

التالي السابق


الخدمات العلمية