الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
حديث عمرو بن العاص رحمه الله .

قال أبو سليمان في حديث عمرو بن العاص أنه قال : " انتهى عجبي عند ثلاث : المرء يفر من الموت وهو لاقيه ، والمرء يرى في عين أخيه القذاة فيعيبها ويكون في عينه الجذع لا يعيبه ، والمرء يكون في دابته الضغن فيقومها جهده ويكون في نفسه الضغن فلا يقوم نفسه "   .

أخبرناه ابن الأعرابي ، نا أبو يحيى بن أبي مسرة ، نا المقري ، نا ابن لهيعة ، عن الحارث بن يزيد الحضرمي ، عن علي بن رباح اللخمي ، عن عمرو بن العاص .

الضغن في الدابة أن تكون عسرة الانقياد ، ومن هذا قيل : قناة ضغنة إذا لم تكن صعدة منقادة ويقال : فرس ضاغن وضغن إذا لم يعط ما عنده من الجري حتى يضرب ، وأرى الضغن الذي هو فساد الدخلة مأخوذ من هذا .

قال الله تعالى : ويخرج أضغانكم يريد ، والله أعلم ، أسراركم الفاسدة ، وقال أبو زبيد الطائي يرثي عليا :


طب بصير بأضغان الرجال ولم يعدل بحبر رسول الله أحبار

والضغن أيضا : نزاع الدابة إلى مكان قد كانت ألفته .

قال بشر بن أبي خازم [ ص: 483 ] :


فإني والشكاة لآل لأم     كذات الضغن تمشي في الرفاق

الرفاق : حبل يشد به مرفق البعير ليقصر من خطوه إذا كان فيه نزاع يخاف أن يند فيذهب إلى جهته والمعنى أني وحبسي نفسي عن آل لأم ، وهم يستبطئونني ولا أتسرع إليهم مثل هذه التي تمشي في رفاقها لا تسرع في مشيها .

التالي السابق


الخدمات العلمية