وقال أبو سليمان في حديث عوف أنه قال : رأيت محلم بن جثامة في المنام فقلت : كيف أنتم يا محلم ؟ قال : بخير وجدنا ربا رحيما غفر لنا فقلت : أكلكم ؟ قال : كلنا غير الأحراض قلت : ومن الأحراض ؟ قال : الذين يشار إليهم بالأصابع .
يرويه الواقدي : حدثني محمد بن حرب ، عن محمد بن الوليد ، عن لقمان بن عامر ، عن سويد بن جبلة ، عن عوف بن مالك .
الأحراض جمع الحرض وهو الضاوي المهزول من المرض يقال : رجل حرض وقد أحرضه المرض ويقال : رأيت فلانا حرضا من الأحراض إذا أشرف على الهلاك ، والحارض : الرجل الساقط .
قال الأصمعي : يقال : رجل حارضة وهو الأحمق .
أخبرني محمد بن الحسين ، أخبرني محمد بن يوسف بن النضر ، نا ابن عبد الحكم قال : " رآني الشافعي وأنا أستمد من دواة من ناحية اليسار فقال : أشعرت أنه يقال : إنه من الحراضة أن يضع الرجل دواته من ناحية اليسار . يريد من الحمق .
والأحراض : هم الذين أسرفوا في الذنوب حتى استوجبوا عقوبة الله فأشرفوا على الهلاك .
ومعنى قوله : يشار إليهم بالأصابع ، أي اشتهروا بالشر وعرفوا به .
وقد يجوز أن يكون أراد بذلك أصحاب الرياء وأهل النفاق الذي شهروا أنفسهم حتى أشير إليهم بالأصابع .
[ ص: 507 ]


