الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
حديث معاوية بن أبي سفيان رحمه الله .

قال أبو سليمان في حديث معاوية أنه قال لصعصعة بن صوحان أنت رجل تكلم بلسانك فما مر عليك جدلته ولم تنظر في أرز الكلام ولا استقامته فقال له صعصعة : والله إني لأترك الكلام حتى يختمر في صدري ، فما أرهف به ولا ألهب فيه حتى أقوم أوده وأنظر في اعوجاجه فآخذ صفوه وأدع كدره   .

حدثنيه محمد بن الطيب المروزي ، نا علي بن محمد بن بشير ، حدثني الهيثم بن مروان ، نا محمد بن عائذ ، نا إسماعيل بن عياش ، عن أبي سهل الخزاعي .

قوله : جدلته أي رميت به يقال : طعنه فجدله أي رمى به إلى الجدالة وهي الأرض ، ومثله طعنه فقطره إذا رمى به على أحد قطريه ، وأرز الكلام حصره وجمعه . وأصل الأرز الاجتماع والانقباض . ومنه الحديث : " إن الإسلام ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها " .

وقوله : فما أرهف به يريد إني لا أركب البديهة ولا أقطع القول بها قبل أن أتأمله وأروي فيه ، ومنه إرهاف السنان ، وسيف مرهف ورهيف أي ماض .

[ ص: 522 ] وقوله : لا ألهب فيه أي لا أمضيه بسرعة والأصل فيه الجري الشديد الذي يثير اللهب ، وهو الغبار الساطع كالدخان المرتفع على النار ، قال النابغة يصف فرسا :


يقطعهن بتقريبه ويأوي إلى حضر ملهب



التالي السابق


الخدمات العلمية