حدثنيه ثنا محمد بن الحسين بن إبراهيم ابن بنت منيع نا ثنا أبو بكر بن أبي شيبة عن خالد بن مخلد حدثني إسحاق بن حازم عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم سالم عن عن ابن عمر حفصة.
قوله: يؤرضه معناه يهيئه ويقدم النية له من الليل كقوله: ويقال أرضت المكان إذا سويته وهيأته وقال "لا صيام لمن لم يبيته من الليل" مكان أريض إذا كان خليقا للخير جيد النبات ويقال: تأرض الرجل إذا لزم الأرض ولم يبرح وأنشد الأصمعي أبو زيد:
وصاحب نبهته لينهضا إذا الكرى في عينه تمضمضا فقام عجلان وما تأرضا
يمسح بالكفين وجها أبيضا
حدثناه جعفر بن نصير الخلدي نا نا الحارث بن أبي أسامة ثنا روح بن عبادة همام عن عن أنس بن سيرين عبد الملك بن قتادة بن ملحان القيسي عن أبيه: فإنه يتأول أيضا على تقديم النية له من الليل إذ كان الليل غير محل للصوم. وفيه وجه آخر وهو أن تذكر الليالي ويراد بها الأيام كقولهم خرجنا ليالي الفتنة وخفنا ليالي إمارة فلان. "أن رسول الله صلى الله عليه كان يأمر بصيام الليالي البيض"
وقال هربنا ليالي إمارة أبو عمرو بن العلاء: الحجاج وإنما يراد في هذا كله الأيام بلياليها وعلى هذا يتأول قوله تعالى: يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا يريد والله أعلم الأيام بلياليها. وكان يقول: إنما أنث العشر لأن المراد به المدة وذهب بعض الفقهاء إلى أنه إذا انقضى لها أربعة أشهر وعشر ليال حلت للأزواج وذلك لأنه رأى العدد مبهما فغلب معنى التأنيث وتأولها على الليالي وإليه ذهب المبرد من الفقهاء الأوزاعي وأبو بكر الأصم من أهل الكلام .
أخبرني به الحسن بن يحيى عن ابن المنذر ويقال إنهم إنما اعتبروا إنشاء التاريخ من الليالي لأن الأهلة تستهل فيها.