الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه: "أنه مكث في الغار وأبو بكر ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر وهو غلام شاب [ ص: 208 ] لقن ثقف يدلج من عندهما فيصبح مع قريش كبائت ويرعى عليهما عامر بن فهيرة منحة فيبيتان في رسلها ورضيفها حتى ينعق بها بغلس".  

حدثنيه الحسن بن محمد بن عبد الرحيم نا إسحاق بن إبراهيم نا حرملة نا ابن وهب أخبرني يونس قال قال ابن شهاب قال عروة قالت عائشة وذكر الحديث إلا قوله: ورضيفها فإنما ذكره محمد بن إسماعيل البخاري عن يحيى بن بكير عن الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة وذكر الحديث وقال فيه فيبيتان في رسل منحتها ورضيفها هكذا حدثنيه خلف بن محمد الخيام عن إبراهيم بن معقل عنه.

يقال رجل لقن إذا كان حسن التلقن لما يسمعه وثقف إذا كان ذا فطنة وفهم قال طرفة:


أوما علمت غداة توعدني أني بحربك عالم ثقف

ويقال رجل ثقف وامرأة ثقاف.

ومنه قول أم حكيم بنت عبد المطلب حدثنا أحمد بن إبراهيم بن مالك نا بشر بن موسى نا الحميدي نا سفيان نا الوليد بن كثير عن ابن تدرس عن أسماء بنت أبي بكر قالت قالت أم حكيم لما جاورت أم جميل بنت حرب: إني لحصان فما أكلم وثقاف فما أعلم وكلتانا من بني العم ثم قريش بعد ذلك أعلم. ومثله رجل رزين وامرأة رزان. قال حسان [ ص: 209 ] :


حصان رزان ما تزن بريبة     وتصبح غرثى من لحوم الغوافل

والرضيف: اللبن المرضوف وهو الذي يحقن في السقاء حتى يصير حازرا ثم يصب في القدح وقد سخنت له الرضاف فتوضع فيه الرضفة المحماة فتكسر من برده وتذهب بوخامته ورواه بعضهم: وصريفها والصريف اللبن ساعة يحلب قال الراجز:


لكن غذاها لبن الخريف     المحض والقارص والصريف

والنعق: دعاء الغنم بلحن تزجر به قال الشاعر:


انعق بضأنك يا جرير فإنما     منتك نفسك في الخلاء ضلالا

يهجو جريرا وجعله راعيا لأن بني كليب أصحاب غنم.

التالي السابق


الخدمات العلمية