وقال أبو سليمان في حديث عبيدة أن الهجنع بن قيس قال: "رأيت إبراهيم النخعي يأتي عبيدة في المسائل، فيقول عبيدة: طرسها يا إبراهيم، طرسها".
حدثناه ابن مالك، نا عمر بن حفص السدوسي، نا عاصم بن علي، نا محمد بن طلحة، عن الهجنع بن قيس.
قوله: طرسها: أي امحها، يقال: طلست الصحيفة، إذا محوتها، وهي تقرأ بعد، وطرستها إذا أنعمت محوها، والطرس: الكتاب الممحو، قال الراجز:
فحي عهدا قد عفا مدروسا كما رأيت الطلل المطروسا
ويقال أيضا: طرمست الكتاب بمعنى طرسته، وجاء في الحديث: "أن قول لا إله إلا الله يطلس ما قبله من الذنوب".
[ ص: 26 ]
ومنه حديث علي قال: "بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "لا تدع قبرا مشرفا إلا سويته، ولا تمثالا إلا طلسته" .
يريد: محوته، وبه سميت الخرقة التي تمحى بها الألواح الطلاسة.


