الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث سعيد: "أنه بلغه قول عكرمة في الحين أنه ستة أشهر، فقال: انتقرها عكرمة".

أخبرناه محمد بن هاشم، أخبرنا الدبري، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني.

[ ص: 42 ]

هذا في الرجل يحلف على الشيء لا يفعله حينا، والحين: مدة من الزمان غير معلومة، فكان عكرمة يحده بستة أشهر.

ومعنى انتقرها:  أي استخرجها، واستنبط علمها من كتاب الله، يريد قوله تعالى: تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ، قالوا: في كل ستة أشهر، وأصله من النقر، وهو البحث عن الشيء، والانتقار أيضا بمعنى الاختصاص، كقول طرفة:


............... لا ترى الآدب فينا ينتقر



فكأنه على هذا التأويل يقول: قد اختص عكرمة بها، وتفرد بعلمها، أو ما أشبه ذلك من الكلام.

ورواه عبد بن حميد، عن عبد الرزاق بإسناده سواء.

وقال: انتقرها عكرمة، يعني: أصاب.

قال أبو سليمان: وروي عن سعيد من غير هذا الوجه أنه ذكر له قول عكرمة هذا فقال: كذب العبد، فإن كان سعيد إنما ذهب في قوله: انتقرها عكرمة إلى تكذيبه، فمعناه أنه اقتالها من قبل نفسه، أو اختص بقول فيها لم يتابع عليه، أو نحو هذا من الكلام. والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية