الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
حديث صلة بن أشيم [رحمه الله]

1006 - وقال " أبو عبيد " في حديث " صلة بن أشيم": " طلبت الدنيا مظان حلالها فجعلت لا أصيب منها إلا قوتا، أما أنا فلا أعيل فيها، وأما هي فلا تجاوزني، فلما رأيت ذلك قلت: أي نفس أجعل رزقك كفافا، فاربعي، فربعت، ولم تكد".

قال: حدثناه " ابن علية" ، عن " يونس" ، عن " الحسن" ، عن " أبي الصهباء، صلة بن أشيم".

قوله: مظان حلالها:  يعني مواضع الحلال، يقال: موضع كذا وكذا مظنة [ ص: 425 ] من فلان: أي معلم منه، وقال " النابغة":


فإن مظنة الجهل الشباب

ويروى: السباب: أي موضعه، ومعدنه.

وأما قوله: فلا أعيل فيها:  لا أفتقر.

وقال " الكسائي": يقال: قد عال الرجل يعيل عيلة: إذا احتاج وافتقر، وقال الله - تبارك وتعالى: وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله

قال: وإذا أراد أنه كثر عياله، قيل: أعال يعيل، وهو رجل معيل.

وأما قوله [عز وجل] ذلك أدنى ألا تعولوا فليس من الأول ولا الثاني، يقال: معناه: لا تميلوا، ولا تجوروا.

قال: حدثنيه " يحيى بن سعيد" ، عن " يونس بن أبي إسحاق" ، عن [ ص: 426 ] " مجاهد".

والعول أيضا: عول الفريضة، وهي أن تزيد سهامها، فيدخل النقصان على أهل الفرائض، [قال " أبو عبيد "] وأظنه مأخوذا من الميل، وذلك أن الفريضة إذا عالت فهي تميل على أهل الفريضة جميعا، فتنتقصهم.

وقوله: " كفافا فاربعي"  يقول: اقتصري على هذا، وارضي به.

يقال للرجل: قد ربع على المنزل: إذا أقام عليه، وفلان لا يربع على فلان: إذا لم يقم عليه [ ص: 427 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية