الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
146 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قيل له: "إن صاحبا لنا أوجب".

وهذا حديث يروى عن إبراهيم بن أبي عبلة الشامي، عن فلان بن الغريف، قال:

قلنا لواثلة بن الأسقع حدثنا عن رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ] حديثا ليست فيه زيادة ولا نقصان.

فقال: ومن يستطيع أن يحدث حديثا ليست فيه زيادة إلا أنا.

"أتينا رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ] يوما، فقلنا: إن صاحبا لنا أوجب، فقال: "مروه فليعتق رقبة".  

قوله: أوجب: يعني ركب كبيرة أو خطيئة موجبة يستوجب بها النار.

يقال في ذلك للرجل: قد أوجب، وكذلك الحسنة يعملها توجب له الجنة.

فيقال لتلك الحسنة، و [تلك] السيئة موجبة.

ومنه حديثه في الدعاء: "اللهم إني أسألك موجبات رحمتك"   [ ص: 441 ] .

ومنه حديث "إبراهيم": "كانوا يرون أن المشي إلى المسجد في الليلة المظلمة ذات المطر والريح أنها موجبة".

قال [أبو عبيد] : حدثناه جرير، عن أبي معشر، عن إبراهيم.

قال "أبو عبيد": وهذا من أعجب ما يجيء من الكلام: أن يقال للرجل: قد أوجب، وللحسنة والسيئة قد أوجبت.

وهذا مثل قولهم: قد تهيبني [الشيء] ، وقد تهيبت الشيء بمعنى واحد، وقال الشاعر: [وهو تميم بن مقبل] :


وما تهيبني الموماة أركبها إذا تجاوبت الأصداء بالسحر

أراد: وما أتهيبها [ ص: 442 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية