"لا عدوى، ولا هامة، ولا صفر" [ ص: 149 ] .
قال: حدثنيه يزيد، عن الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن ابن المسيب، عن سعد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وليس في حديث "سعد" الصفر
قال: وحدثني حجاج، عن حماد بن سلمة، وابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر [بن عبد الله] ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وزاد فيه: "ولا غول".
وفسر "جابر" الصفر: دواب البطن.
قال: وحدثني شجاع بن الوليد ، عن ابن شبرمة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، عن النبي [ - صلى الله عليه وسلم - ] .
قال: وحدثنيه إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة يرفعه.
دخل حديث بعضهم في بعض [ ص: 150 ] .
قال أبو عبيدة: سمعت يونس يسأل رؤبة بن العجاج عن الصفر، فقال: هي حية تكون في البطن تصيب الماشية والناس.
قال: وهي أعدى من الجرب عند العرب.
قال أبو عبيد: فأبطل النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها تعدي.
ويقال: إنها تشتد على الإنسان إذا جاع، وتؤذيه، قال أعشى باهلة يرثي رجلا:
لا يتأرى لما في القدر يرقبه ولا يعض على شرسوفه الصفر
قال أبو عبيد: ويروى:لا يشتكي الساق من أين ولا وصم ولا يعض على شرسوفه الصفر
قال أبو عبيدة في الصفر أيضا: يقال: إنه [هو] تأخيرهم المحرم إلى صفر في تحريمه.
قال: وأما الهامة: فإن العرب كانت تقول: إن عظام الموتى تصير هامة، فتطير.
وقال أبو عمرو في الصفر مثل قول "رؤبة" ، وقال في الهامة مثل قول أبي عبيدة، إلا أنه قال: كانوا يسمون ذلك الطائر الذي يخرج من هامة الميت إذا بلي: الصدى.
قال أبو عبيد: وجمعه أصداء، وكل هذا قد جاء في أشعارهم، قال أبو دؤاد الإيادي:
سلط الموت والمنون عليهم فلهم في صدى المقابر هام
وقال لبيد يرثي أخاه أربد:
فليس الناس بعدك في نقير ولا هم غير أصداء وهام
فرد النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك.
[و] قال أبو زيد في الصفر: مثل قول أبي عبيدة الأول.
[و] قال أبو زيد: الهامة - مشددة الميم - يذهب إلى واحدة الهوام، وهي دواب الأرض.
قال أبو عبيد: ولا أرى أبا زيد حفظ هذا، وليس له معنى.
ولم يقل أحد منهم في الصفر إنه من الشهور غير أبي عبيدة، والوجه فيه التفسير الأول.


