وهو من حديث ابن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أم قيس بنت محصن، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
قال أبو عبيدة: هو غمز الحلق، وذلك أن الصبي تأخذه العذرة، وهو وجع يهيج في الحلق ، [وذلك] من الدم، فإذا عولج منه صاحبه، قيل: عذرته فهو معذور، قال جرير بن الخطفي:
غمز الطبيب نغانغ المعذور
والنغانغ: لحمات تكون عند اللهوات، واحدتها نغنغ.والدغر: أن ترفع المرأة ذلك الموضع بأصبعها.
يقال منه: دغرت أدغر دغرا.
قال أبو عبيد: ويقال للنغانغ أيضا اللغانين، واحدها لغنون، واللغاديد واحدها لغدود، ويقال: لغد
، فمن قال لغد للواحد، قال للجميع ألغاد [ ص: 154 ] .
ومن الدغر حديث علي [بن أبي طالب - رضي الله عنه - ] :
"لا قطع في الدغرة".
[قال] : حدثناه الأنصاري عن عوف، عن خلاس، عن علي.
والمحدثون يقولون: الدغرة - بفتح الغين - ويفسرها الفقهاء أنها الخلسة.
قال أبو عبيد: وهي مأخوذة عندي من الدفع أيضا، وهي الدغرة - بجزم الغين - وإنما هو توثب المختلس، ودفعه نفسه على المتاع، ليختسله ويقال في مثل: "دغرا صفا" يقول: ادغروا عليهم، ولا تصافوهم.
ويروى: "دغرى لا صفى" مثل "عقرا لا حلقا"، و"عقرى حلقى" [ ص: 155 ] .


