الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
173 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أنه كوى "سعد بن معاذ" أو "أسعد بن زرارة" في أكحله بمشقص [ ص: 93 ] .

ثم حسمه ".
 


قال "الأصمعي ": قوله: "المشقص" هو نصل السهم إذا كان طويلا، وليس بالعريض.  

ومنه حديثه الآخر: "أنه قصر عند المروة بمشقص"   [ ص: 94 ] .

ومنه حديث "عثمان" - رضي الله عنه - حين دخل عليه فلان وهو محصور، وفي يده مشقص، فكان من أمره الذي كان ".

قال "أبو عبيد ": فإذا كان عريضا ليس بطويل فهو معبلة، وجمعه معابل [ ص: 95 ] .

وأما قوله: "ثم حسمه "، فالحسم أصله القطع،  ومنه قيل: حسمت هذا الأمر عن فلان: أي قطعته، وإنما أراد بالحسم أنه قطع الدم عنه.

ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في اللص حين قطعه.

قال: حدثناه "إسماعيل بن جعفر" عن "يزيد بن خصيفة" عن "محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان" أن رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ] أتي بسارق، فقال: "اقطعوه، ثم احسموه ".  

قال: يعني اكووه؛ لينقطع الدم [ ص: 96 ] .

قال "أبو عبيد ": ولم نسمع بالحسم في قطع السارق عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا في هذا الحديث.

وكذاك حديثه - صلى الله عليه وسلم - :

"عليكم بالصوم، فإنه محسمة للعرق، مذهبة للأشر ".  

التالي السابق


الخدمات العلمية