الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
175 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - حين ذكر الفتن.

فقال له "حذيفة ": أبعد هذا الشر خير؟

فقال: "هدنة على دخن وجماعة على أقذاء"
 
[ ص: 104 ] .

هذا حدثنيه "أبو النضر هاشم بن القاسم" عن "سليمان بن المغيرة" عن "حميد بن هلال" عن "نصر بن عاصم الليثي" عن "اليشكري" عن "حذيفة" عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :

قوله: "هدنة على دخن ":  تفسيره في الحديث: لا ترجع قلوب قوم على ما كانت عليه "، ومذهب الحديث على هذا.

وأصل الدخن أن يكون في لون الدابة أو الثوب، أو غير ذلك كدورة إلى سواد، [ ص: 105 ] قال "المعطل الهذلي" يصف السيف:


لين حسام لا يليق ضريبة في متنه دخن وأثر أحلس

قوله: "دخن" يعني الكدورة إلى السواد [ ص: 106 ] .

[قال] : ولا أحسب الدخن أخذ إلا من الدخان، وهو شبيه بلون الحديد فوجهه أنه يقول: تكون القلوب هكذا، لا يصفو بعضها لبعض ولا ينصع حبها كما كانت، وإن لم تكن فيهم فتنة.

وأما قوله: "جماعة على أقذاء"  فإن هذا مثل.

يقول: "اجتماعهم على فساد من القلوب "، وهو مشبه بقذى [ ص: 107 ] العين.

التالي السابق


الخدمات العلمية