فقال له "حذيفة ": أبعد هذا الشر خير؟
فقال: "هدنة على دخن وجماعة على أقذاء" [ ص: 104 ] .
هذا حدثنيه "أبو النضر هاشم بن القاسم" عن "سليمان بن المغيرة" عن "حميد بن هلال" عن "نصر بن عاصم الليثي" عن "اليشكري" عن "حذيفة" عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
قوله: "هدنة على دخن ": تفسيره في الحديث: لا ترجع قلوب قوم على ما كانت عليه "، ومذهب الحديث على هذا.
وأصل الدخن أن يكون في لون الدابة أو الثوب، أو غير ذلك كدورة إلى سواد، [ ص: 105 ] قال "المعطل الهذلي" يصف السيف:
لين حسام لا يليق ضريبة في متنه دخن وأثر أحلس
قوله: "دخن" يعني الكدورة إلى السواد [ ص: 106 ] .[قال] : ولا أحسب الدخن أخذ إلا من الدخان، وهو شبيه بلون الحديد فوجهه أنه يقول: تكون القلوب هكذا، لا يصفو بعضها لبعض ولا ينصع حبها كما كانت، وإن لم تكن فيهم فتنة.
وأما قوله: "جماعة على أقذاء" فإن هذا مثل.
يقول: "اجتماعهم على فساد من القلوب "، وهو مشبه بقذى [ ص: 107 ] العين.


