الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
186 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أنه نهى عن اختناث الأسقية"   [ ص: 149 ] .

قال: حدثنيه " يزيد عن ابن أبي ذئب" عن "الزهري" عن - "عبيد الله" عن "أبي سعيد" عن النبي - صلى الله عليه وسلم -

قال "الأصمعي" وغيره: الاختناث: أن تثنى أفواهها، ثم يشرب منها.

[قال] : وأصل الاختناث: التكسر والتثني.  

ومنه حديث "عائشة" - رضي الله عنها - حين ذكرت وفاة النبي [ ص: 150 ] - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت:

"فانخنث في حجري، وما شعرت به ".

تعني حين قبض [ - صلى الله عليه وسلم - ] ، فانثنت عنقه، أو غيرها من جسده.

ويقال من هذا: سمي المخنث [مخنثا] ؛ لتكسره [ ص: 151 ] .

وبه سميت المرأة خنث، يقول: إنها لينة تتثنى.

ومعنى الحديث في النهي عن اختناث الأسقية يفسر على وجهين:  أحدهما: أنه يخاف أن يكون فيه دابة.

قال: حدثني "ابن علية" عن "أيوب" قال:

نبئت أن رجلا شرب من في سقاء، فخرجت منه حية.

والوجه الآخر، أنه يقال: ينتنه ذلك [ ص: 152 ] .

قال: حدثناه "أبو معاوية" عن "هشام بن عروة" عن "أبيه "، رفعه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن اختناث الأسقية،  وقال: "إنه ينتنه ".

[قال أبو عبيد] : والذي دار عليه معنى الحديث أنه نهى أن يشرب من أفواهها.

التالي السابق


الخدمات العلمية