الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
190 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "إنه أتي بلبن إبل أوارك وهو "بعرفة "، فشرب منه ".  

أتاه به "العباس [بن عبد المطلب] " - رضي الله عنه.

قال: حدثناه "هشيم" عن "أبي بشر" عن "عكرمة ".

[قال: وحدثناه] "ابن علية" عن "أيوب" عن "عكرمة" عن "ابن عباس" إلا أنه قال: أرسلت به "أم الفضل" [ ص: 207 ] .

قال "الكسائي" وغيره: قوله: الأوارك: هي الإبل المقيمة في

الأراك تأكله.

يقال منه: قد أركت تأرك وتأرك أروكا: إذا أقامت فيه.

وهي إبل آركة مثال فاعلة، وجمعها أوارك.

قال: الكسائي ": فإن اشتكت بطونها عنه، قيل: هي إبل أراكى.

فإن كان ذلك من الرمث، قيل: رماثى [ ص: 208 ] .

وإن كان من الطلح، قيل: طلاحى.

وفي هذا الحديث من الفقه أنهم [إنما] أرادوا أن يعرفوا:

أصائم رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ] بعرفة، أم غير صائم؟.

لأن الصوم هنا يكره لأهل "عرفة خاصة، مخافة أن يضعفهم عن الدعاء.  

ومما يبين ذلك حديث "ابن عمر " - رحمة الله عليه.

قال: حدثناه "ابن علية" عن "ابن أبي نجيح" عن "أبيه" قال: سئل "ابن عمر " عن صوم [يوم] ، "عرفة"؟  فقال [ ص: 209 ] :

حججت مع رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ] فلم يصمه، ومع "أبي بكر" فلم يصمه، ومع " عمر " فلم يصمه، ومع "عثمان" فلم يصمه.

وأنا لا أصومه، ولا آمر بصيامه، ولا أنهى عنه.


التالي السابق


الخدمات العلمية