210 - وقال في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أبو عبيد" "كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهودانه، أو ينصرانه" [ ص: 265 ] .
قال: حدثناه عن "إسماعيل بن جعفر" عن "أبيه" عن "العلاء بن عبد الرحمن" عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أبي هريرة"
قال: وحدثناه عن "ابن علية" "يونس" عن "الحسن" عن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . "الأسود بن سريع"
[قال فسألت أبو عبيد] : محمد [بن الحسن] عن تفسير هذا الحديث، فقال: كان هذا في أول الإسلام قبل أن تنزل الفرائض، وقبل أن يؤمر المسلمون بالجهاد [ ص: 266 ] .
قال كأنه يذهب إلى أنه لو كان يولد على الفطرة، ثم مات قبل أن يهوده أبواه، أو ينصراه ما ورثهما، ولا ورثاه؛ لأنه مسلم، وهما كافران. "أبو عبيد ":
وكذلك ما كان يجوز أن يسبى.
يقول: فلما نزلت الفرائض، وجرت السنن بخلاف ذلك، علم أنه يولد على دينهما.
هذا قول "محمد بن الحسن ".
وأما فإنه بلغني أنه سئل عن تأويل هذا الحديث، فقال: تأويله: الحديث الآخر "عبد الله بن المبارك"
"الله أعلم بما كانوا عاملين ". أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن أطفال المشركين، فقال:
يذهب إلى أنهم إنما يولدون على ما يصيرون إليه من إسلام أو كفر.
فمن كان في علم الله [عز وجل] أن يصير مسلما، فإنه يولد على الفطرة [ ص: 267 ] .
ومن كان علمه فيه أن يموت كافرا، ولد على ذلك.
[قال ومما يشبه هذا الحديث حديثه الآخر أنه قال - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله - تبارك وتعالى - : أبو عبيد] : "إنى خلقت عبادي جميعا حنفاء، فاجتالهم الشياطين عن دينهم، وجعلت ما نحلتهم من رزق، فهو لهم حلال فحرم عليهم الشيطان ما أحللت لهم" [ ص: 268 ] .
[ ص: 269 ] فكأنه يريد قول الله - تبارك وتعالى - : قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون
يروى في التفسير عن في قوله [عز وجل] : "مجاهد" فجعلتم منه حراما وحلالا أنها البحائر والسيب.
قال يعني ما كانوا يحرمون من ظهورها وألبانها، [ ص: 270 ] والانتفاع بها. وفيها نزلت هذه الآية: "أبو عبيد: ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام