الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
222 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أنه خطبهم على راحلته، وإنها لتقصع بجرتها"   [ ص: 302 ] .

قال حدثنيه "يزيد" عن "ابن أبي عروبة" عن "قتادة" عن "شهر بن حوشب" عن "عبد الرحمن بن غنم" عن "عمرو ابن خارجة" شهده من النبي - صلى الله عليه وسلم - :

قوله: "تقصع بجرتها "،  القصع: ضمك الشيء على الشيء، حتى تقتله، أو تهشمه.

ومنه قصع القملة.

ومنه قيل للغلام إذا كان بطيء الشباب: قصيع.

يقول: إنه مردد الخلق بعضه إلى بعض، فليس يطول.

وإنما قصع الجرة شدة المضغ، وضم بعض الأسنان على بعض.

والجرة ما تجتره الإبل فتخرجه من أجوافها؛ لتمضغه، ثم ترده [ ص: 303 ] في أكراشها بعد الجرة، أي بعد أن تجتره.

وفي هذا الحديث من الفقه خطبته - صلى الله عليه وسلم - على ظهر الناقة.

وهذا رخصة في الوقوف على الدواب إذا كان ذلك لحاجة إليه [ ص: 304 ] .

قال: وأخبرني "عبد الرحمن بن مهدي" عن "مالك بن أنس" قال:

الوقوف على ظهور الدواب "بعرفة" سنة، والقيام على الأقدام رخصة.

التالي السابق


الخدمات العلمية