الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
226 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه لما خرج إلى "مكة" عرض له رجل، فقال:

"إن كنت تريد النساء البيض والنوق الأدم فعليك "ببني مدلج" [ ص: 326 ] فقال: "إن الله منع مني "بني مدلج" بصلتهم الرحم، وطعنهم في ألباب الإبل ".


وبعضهم يرويه: "لبات الإبل ".

قال: حدثنيه "حماد بن خالد" عن "هشام بن سعد" عن "زيد بن أسلم" رفعه.

قوله: "وطعنهم في ألباب الإبل ":  فقد يكون الألباب في معنيين:

أحدهما: أن يكون أراد جمع اللب، ولب كل شيء خالصه، كقولك: لب الطعام، ولب النخلة، وغير ذلك [ ص: 327 ] .

يقول: فإنما ينحرون خالص إبلهم وكرائمها.

والوجه الآخر: أن يكون أراد جمع اللبب، وهو موضع النحر من كل شيء، ونرى أن لبب الفرس إنما سمي به لهذا.

ولهذا قيل: لببت فلانا: إذا جمعت ثيابه عند صدره، ونحره، ثم جررته.

قال "أبو عبيد ": وإنما وصفهم أنهم أهل جود بأموالهم، وصلة لأرحامهم

والذي يراد من الحديث أن الإحسان والصلة يدفعان السوء والمكروه

قال "أبو عبيد ": وإن كان المحفوظ هو اللبات، فاللبة: موضع النحر، وجمعها لبات [ ص: 328 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية