الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
284 - وقال " أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أنه قضى ألا شفعة في فناء، ولا طريق، ولا منقبة، ولا ركح، ولا رهو"   [ ص: 540 ] .

[قال "أبو عبيد"] : قوله: "المنقبة ": هو الطريق الضيق يكون بين الدارين، لا يمكن أن يسلكه أحد.  

والركح: ناحية البيت من ورائه، وربما كان فضاء لا بناء فيه.  

والرهو: الجوبة تكون في محلة القوم يسيل فيها ماء المطر أو غيره   [ ص: 541 ] .

ومنه الحديث الآخر:

"أنه لا يباع نقع البئر، ولا رهو الماء ".  

فمعنى الحديث في الشفعة: أن من كان شريكا في هذه المواضع الخمسة، وليس بشريك في الدار نفسها، فإنه لا يستحق بشيء منها شفعة.  

وهذا قول "أهل المدينة ": أنهم لا يقضون بالشفعة إلا للشريك المخالط.

فأما "أهل العراق" فإنهم يرونها لكل جار ملاصق، وإن لم يكن شريكا.

التالي السابق


الخدمات العلمية