الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
356 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:

"ليس منا من غشنا"   [ ص: 40 ] .

قال ["أبو عبيد"] : فبعض الناس يتأوله: أنه يقول: ليس منا: أي [ليس] من أهل ديننا.

يعني: أنه ليس من أهل الإسلام.

وكان "سفيان بن عيينة" يرويه عن غيره أنه قال:

ليس منا: أي [ليس] مثلنا، وهذا تفسير لا أدري ما وجهه; لأنا قد علمنا أن من غش، ومن لم يغش ليس يكون مثل "النبي" [ - صلى الله عليه وسلم - ] فكيف يكون من غشنا ليس مثلنا؟ .

وإنما وجهه عندي - والله أعلم - أنه أراد: ليس منا، أي ليس هذا من أخلاقنا ولا من فعلنا، إنما نفى الغش أن يكون من أخلاق الأنبياء والصالحين [ ص: 41 ] .

وهذا شبيه بالحديث الآخر: "يطبع المؤمن على كل شيء إلا الخيانة والكذب"  إنهما ليسا من أخلاق الإيمان.

وليس هو على معنى أنه من غش، أو من كان خائنا فليس بمؤمن، ومثله كثير في الحديث.

التالي السابق


الخدمات العلمية