356 - وقال في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أبو عبيد"
"ليس منا من غشنا" [ ص: 40 ] .
قال فبعض الناس يتأوله: أنه يقول: ليس منا: أي [ليس] من أهل ديننا. ["أبو عبيد"] :
يعني: أنه ليس من أهل الإسلام.
وكان يرويه عن غيره أنه قال: "سفيان بن عيينة"
ليس منا: أي [ليس] مثلنا، وهذا تفسير لا أدري ما وجهه; لأنا قد علمنا أن من غش، ومن لم يغش ليس يكون مثل "النبي" [ - صلى الله عليه وسلم - ] فكيف يكون من غشنا ليس مثلنا؟ .
وإنما وجهه عندي - والله أعلم - أنه أراد: ليس منا، أي ليس هذا من أخلاقنا ولا من فعلنا، إنما نفى الغش أن يكون من أخلاق الأنبياء والصالحين [ ص: 41 ] .
وهذا شبيه بالحديث الآخر: "يطبع المؤمن على كل شيء إلا الخيانة والكذب" إنهما ليسا من أخلاق الإيمان.
وليس هو على معنى أنه من غش، أو من كان خائنا فليس بمؤمن، ومثله كثير في الحديث.