الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
358 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - :

أنه ندب الناس إلى الصدقة، فقيل له: قد منع "أبو جهم" و"خالد بن الوليد" و"العباس" عم النبي - صلى الله عليه وسلم - .

قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أما "أبو جهم" فلم ينقم منا إلا أن أغناه الله ورسوله من فضله.

وأما "خالد" فإن الناس يظلمون "خالدا" إن "خالدا" قد جعل رقيقه ودوابه حبسا في سبيل الله.

وأما "العباس" عم رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ] فإنها [ ص: 44 ] عليه، ومثلها معها.
 


قال "أبو عبيد": يروى هذا عن "ورقاء بن عمر" عن "أبي الزناد" عن "الأعرج" عن "أبي سلمة" عن "أبي هريرة".

قال "أبو عبيد" [قوله] : "فإنها عليه ومثلها معها"  نراه - والله أعلم - أنه كان أخر عنه الصدقة عامين،  وليس وجه ذلك [ ص: 45 ] إلا أن يكون من حاجة "بالعباس" إليها، فإنه [قد] يجوز للإمام أن يؤخرها إذا كان ذلك على وجه النظر، ثم يأخذها منه بعد.

ومن هذا حديث "عمر" أنه أخر الصدقة عام الرمادة، فلما أحيا الناس في العام المقبل أخذ منهم صدقة عامين.

وأما الحديث الذي يروى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

"إنا قد تعجلنا من "العباس" صدقة عامين  فهو عندي من هذا أيضا، إنما تعجل منه أنه أوجبها عليه، وضمنها إياه، ولم يقبضها منه، فكانت دينا على العباس [ - رحمه الله - ] ; ألا ترى أن "النبي" [ - صلى الله عليه وسلم - ] يقول: "فإنها عليه ومثلها معها"   [ ص: 46 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية