الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
401 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - حين تكلم الرجل خلفه في الصلاة.

قال الرجل: "فبأبي هو وأمي ما كهرني ولا شتمني".  

قال: حدثنا: "إسماعيل بن إبراهيم" عن "الحجاج بن أبي عثمان" عن "يحيى بن أبي كثير" عن "هلال بن أبي ميمونة" عن "عطاء بن يسار" عن "معاوية بن الحكم السلمي" قال: "صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعطس بعض القوم، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، وجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني، قلت: واثكل أمياه ما لكم تصمتونني؟ لكني سكت.

فلما قضى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] صلاته، [ ص: 114 ] فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله، ولا بعده كان أحسن تعليما منه ما ضربني ولا شتمني، ولا كهرني" قال: "إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي للتسبيح، والتكبير، وقراءة القرآن". أو كالذي قال رسول الله [صلى الله عليه وسلم] .
 


قال "أبو عمرو": وقوله: "ولا كهرني"  الكهر: الانتهار.

يقال منه: كهرت الرجل فأنا أكهره كهرا.

وقال "الكسائي": وفي قراءة عبد الله [بن مسعود] " [ ص: 115 ] :

"فأما اليتيم فلا تكهر" قال "أبو عبيد": والكهر في غير هذا ارتفاع النهار. ومنه قول "عدي بن زيد":


فإذا العانة في كهر الضحى [معها أحقب ذو لحم زيم]

[العانة: حمر الوحش] .

التالي السابق


الخدمات العلمية