الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
445 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله [ ص: 219 ] عليه وسلم - حين قال لعيينة أو لغيره، وطلب القود لولي له قتل:

"ألا الغير تريد"؟
 


وقال بعضهم: "ألا تقبل الغير"؟  

قال "الكسائي": الغير: الدية، وهو واحد مذكر، وجمعه أغيار.

وقال غيره: ولا أعلمه إلا "أبا عمرو": والغير جمع الديات، والواحدة غيرة.

قال بعض "بني عذرة":


لنجدعن بأيدينا أنوفكم بني أميمة إن لم تقبلوا الغيرا [ ص: 220 ]

قال "أبو عبيد": وإنما سميت الدية غيرا فيما نرى من غير القتل; لأنه كان يجب القود، فغير القود دية، فسميت الدية غيرا.

ويبين ذلك حديث يروى عن "عبد الله" في الرجل الذي قتل امرأة، ولها أولياء فعفا بعضهم، فأراد "عمر" أن يقيد من لم يعف منهم، فقال له "عبد الله": "لو غيرت بالدية كان في ذلك وفاء لهذا الذي لم يعف، وكنت قد أتممت للعافي عفوه".

فقال "عمر": كنيف ملئ علما".

[قوله] كنيف تصغير كنف وهو وعاء للأداة التي يعمل بها فشبهه في العلم بذلك، وإنما صغره على جهة المدح له عندنا كقول "حباب بن المنذر": أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب".

وقولهم: فلان صديقي، وهو يريد أخص أصدقائي [ ص: 221 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية