قال: "ثم انطلقنا فأتينا على رجل مستلق، وإذا رجل قائم عليه بكلوب، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه، فيشرشر شدقه إلى قفاه".
"ثم انطلقنا فأتينا على مثل بناء التنور فيه رجال ونساء يأتيهم لهب من أسفل، فإذا أتاهم اللهب ضوضوا" [ ص: 380 ] .
فانطلقنا، وانتهينا إلى دوحة عظيمة، فقالا لي: ارق فيها، فارتقينا، فإذا نحن بمدينة مبنية بلبن ذهب وفضة فسما بصري صعدا، فإذا قصر مثل الربابة البيضاء". أتاني الليلة آتيان فابتعثاني، فانطلقت معهما، فأتيا على رجل مضطجع، وإذا رجل قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة فيثلغ [بها] رأسه، فتدهدى الصخرة.
قال يروى ذلك عن "أبو عبيد": عن "عوف" "أبي رجاء" عن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . "سمرة بن جندب"
أما قوله: "رجل مضطجع ورجل يهوي بصخرة فيثلغ بها رأسه"، فإنه يعني يشدخه.
يقال: ثلغت رأسه أثلغه ثلغا إذا شدخته.
وقوله: "فيتدهدى الحجر" يعني يتدحرج.
يقال: تدهدى الحجر وغيره تدهديا: إذا تدحرج.
ودهديته أنا أدهديه دهداة ودهداء: إذا دحرجته.
قال: وقوله: "الكسائي": "كلوب من حديد": هو الكلاب، وهما لغتان: كلوب وكلاب، والجمع منهما: كلاليب.
وقوله: "يشرشر شدقه إلى قفاه": يعني يشققه ويقطعه [ ص: 381 ] .
قال: "أبو زبيد الطائي" يصف الأسد:
يظل مغبا عنده من فرائس رفات عظام أو غريض مشرشر
وقوله: "فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا" يعني ضجوا وصاحوا، والمصدر منه الضوضاة غير مهموز.وأما الدوحة: فالشجرة العظيمة من أي شجر كان.
وأما قوله: "مثل الربابة البيضاء" فإنها السحابة التي قد ركب بعضها بعضا، وجمعها رباب. وبه سميت المرأة الرباب، وقال الشاعر :
سقى دار هند حيث حلت بها النوى مسف الذرى داني الرباب ثخين
وكأنهن ربابة وكأنه يسر يفيض على القداح ويصدع