الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
517 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - "إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الركب أسنتها " .  

حدثنا "أبو عبيد " : قال : حدثنيه يزيد [بن هارون ] ، عن هشام بن حسان ، عن الحسن ، عن جابر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .

أما قوله : "الركب" فإنها جماعة الركاب ، والركاب هي الإبل التي يسار عليها ، ثم تجمع الركاب ، فيقال : ركب [ ص: 10 ] .

وأما قوله : "أسنتها" فإنه أراد الأسنان ، يقول : أمكنوها من المرعى .

[قال أبو عبيد ] : وهذا كحديثه الآخر . قال أبو عبيد : حدثناه عنبسة بن عبد الواحد بن عبد الله بن سعيد بن العاص ، عن يونس ، عن الحسن ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "إذا سافرتم في الخصب ، فأعطوا الإبل حظها من الكلأ ،  وإذا سافرتم في الجدوبة فاستنجوا " .

وقوله الأسنة ، ولم يقل الأسنان ، وهكذا الحديث ، ولا تعرف الأسنة في الكلام إلا أسنة الرماح ، فإن كان هذا محفوظا ، فإنه أراد جمع السن ، فقال : أسنان ، ثم جمع الأسنان ، فقال : أسنة فصار جمع الجمع . هذا وجهه في العربية [ ص: 11 ] .

وقوله : فاستنجوا ، يريد فانجوا إنما هو استفعال من النجاء .

التالي السابق


الخدمات العلمية