الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
533 - وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "لقد هممت أن أنهى عن الغيلة ، ثم ذكرت أن فارس والروم يفعلونه فلا [ ص: 51 ] يضرهم " .  

قال أبو عبيد : بلغني هذا الحديث عن مالك بن أنس ، عن أبي الأسود ، عن عروة ، عن عائشة رضي الله عنها ، عن جذامة بنت وهب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال أبو عبيدة ، واليزيدي ، وأظن الأصمعي ، وغيرهم : قوله : الغيلة هو الغيل ، وذلك أن يجامع الرجل المرأة وهي ترضع .

يقال منه : قد أغال الرجل وأغيل ، والولد مغال ، ومغيل .

[قال أبو عبيد ] : وأنشدني الأصمعي بيت امرئ القيس [ ص: 52 ] :


فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع فألهيتها عن ذي تمائم مغيل

هكذا روايته ، وغيره يقول : "محول " .

ومنه الحديث الآخر : "لا تقتلوا أولادكم سرا ، إنه ليدرك الفارس فيدعثره " .  

يقول : يهدمه ويطحطحه بعدما قد صار رجلا قد ركب الخيل ، قال ذو الرمة يصف المنازل أنها قد تهدمت وتغيرت ، فقال :

آربها والمنتأى المدعثرا

يعني بالمنتأى النؤى ، وهو الحفير يحفر حول الخباء للمطر ، والمدعثر : المهدوم [ ص: 53 ] .

والعرب تقول في الرجل تمدحه : ما حملته أمه وضعا ، ولا أرضعته غيلا ولا وضعته يتنا ، ولا أباتته مئقا .

قوله : حملته وضعا : يريد ما حملته على حيض ،  وبعضهم يقول : تضعا .

وقوله ولا أرضعته غيلا يعني أن توطأ وهي ترضع . وقوله : ولا وضعته بتنا يعني أن تخرج رجلاه قبل يديه في الولادة ، يقال منه : قد أيتنت المرأة فهي موتن ، والولد موتن .

وقوله : ولا أباتته مئقا ، وبعضهم يقول : ولا أباتته على مأقة ، فإنه شدة البكاء .

التالي السابق


الخدمات العلمية