حدثنا قال : حدثنا أبو عبيد : عن إسماعيل بن عياش ، من عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين بني نوفل بن عبد مناف .
عن ويزيد بن هارون ، عن رجل . سليمان التيمي ،
قال : وحدثناه غير واحد .
قال فسألت أبو عبيد : عن قوله : عبد الرحمن بن مهدي "لا تحل لقطتها إلا لمنشد " .
فقال : إنما معناه لا تحل لقطتها ، كأنه يريد البتة ، فقيل له : إلا لمنشد ، فقال : إلا لمنشد ، وهو يريد المعنى الأول [ ص: 96 ] .
قال ومذهب أبو عبيد : عبد الرحمن في هذا التفسير كالرجل يقول : والله لا فعلت كذا وكذا ثم يقول : إن شاء الله وهو لا يريد الرجوع عن يمينه ، ولكنه لقن شيئا فلقنه .
فمعناه : أنه ليس يحل للملتقط منها إلا إنشادها ، فأما الانتفاع بها فلا .
وقال غيره : لا تحل لقطتها إلا لمنشد ، يعني طالبها الذي يطلبها ، وهو ربها . يقول : فليست تحل إلا لربها .
قال فهذا حسن في المعنى ، ولكنه لا يجوز في العربية أن يقال للطالب منشد ، إنما المنشد المعرف ، والطالب هو الناشد . أبو عبيد :
يقال منه : نشدت الضالة أنشدها نشدانا : إذا طلبتها ، فأنا ناشد ، ومن التعريف : أنشدتها إنشادا ، فأنا منشد .
ومما لك أن الناشد هو الطالب حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 97 ] .
أنه سمع رجلا فقال : أيها الناشد غيرك الواجد . معناه لا وجدت ، كأنه دعا عليه . ينشد ضالة في المسجد ،
وأما قول أبي دؤاد الإيادي وهو يصف الثور ، فقال :
ويصيخ أحيانا كما اسـ ـتمع المضل لصوت ناشد
قال فإن أبو عبيد : أخبرني عن الأصمعي أنه كان يعجب من هذا . أبي عمرو بن العلاءوأحسبه قال - هو أو غيره - : إنه أراد بالناشد أيضا : رجلا قد ضلت دابته ، فهو ينشدها : يطلبها ليتعزى بذلك .
وفي هذا الحديث قول ثالث . أنه أراد بقوله : إلا لمنشد : أنه إن لم ينشدها ، فلا يحل له الانتفاع بها ، فإذا أنشدها ، فلم يجد طالبها حلت له .
قال ولو كان هذا هكذا لما كانت " أبو عبيد : مكة " مخصوصة بشيء دون البلاد لأن الأرض كلها لا تحل لقطتها إلا بعد الإنشاد ، إن حلت أيضا ، وفي الناس من لا يستحلها . وليس للحديث عندي وجه إلا ما قال "عبد الرحمن " : إنه ليس [ ص: 98 ] لواجدها منها شيء إلا الإنشاد أبدا ، وإلا فلا يحل له أن يمسها [ ص: 99 ] [ ص: 100 ] [ ص: 101 ] .