الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
550 - وقال أبو عبيد في حديث أبي بكر - رضي الله عنه - الذي رواه عنه هزيل بن شرحبيل في وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : حدثنيه حجاج بن محمد ، قال : حدثنا مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف ، قال : سألت عبد الله بن أبي أوفى : هل أوصى رسول الله [صلى الله عليه وسلم - ] ؟ فقال : لا .

فقلت : فكيف كان يأمر المسلمين بالوصية ولم يوص ؟ [ ص: 108 ] فقال : أوصى بكتاب الله .
 


قال : وقال هزيل بن شرحبيل : أأبو بكر يتوثب على وصي رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ] ؟ ود "أبو بكر " أنه وجد عهدا من رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ] وأنه خزم أنفه بخزامة .

قال : أبو عبيدة : "الخزامة : هي الحلقة التي تجعل في أنف البعير ، فإن كانت من صفر فهي برة ، وإن كانت من شعر فهي خزامة .

وقال الأصمعي : الخشاش : ما كان في العظم والعران : ما كان في اللحم فوق المنخر ، والبرة : ما كان في المنخر .

قال الكسائي : يقال من ذلك كله : خزمت البعير ، وعرنته ، وخششته ، وهو [ ص: 109 ] مخزوم ومعرون ، ومخشوش .

[قال ] : ويقال من البرة خاصة : أبريته ، فهو مبرى ، وناقة مبراة ، هذا وحده بالألف .

ومنه الحديث المرفوع "أنه أهدى له مائة بدنة منها جمل - كان لأبي جهل - في أنفه برة من فضة " .  

التالي السابق


الخدمات العلمية