الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
551 - وقال أبو عبيد - في حديث أبي بكر - رحمه الله - : "طوبى لمن مات في النأنأة " [ ص: 110 ] .

قال : "حدثناه الفزاري (مروان بن معاوية ) ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن طارق بن شهاب ، عن أبي بكر " .

قال أبو عبيد : أما المحدثون فلا يهمزونه .

قال الأصمعي : هي النأنأة - مهموزة - ومعناها : أول الإسلام ، وإنما سمي بذلك ؛ لأنه كان قبل أن يقوى الإسلام ويكثر أهله وناصره ، فهو عند الناس ضعيف .

وأصل النأنأة : الضعف ، ومنه قيل : رجل نأنأ : إذا كان ضعيفا ، قال امرؤ القيس : يمدح رجلا :


لعمرك ما سعد بخلة آثم ولا نأنأ عند الحفاظ ولا حصر

قال أبو عبيد : ومن ذلك قول "علي " - رضي الله عنه - لسليمان بن صرد ، وكان تخلف عن يوم الجمل ، ثم أتاه بعد ، فقال له "علي " :

"تنأنأت ، وتربعت ، وتراخيت فكيف رأيت الله صنع" ؟

قال : حدثنيه ابن مهدي ، عن أبي عوانة ، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر ، عن [ ص: 111 ] أبيه ، عن عبيد بن نضلة ، عن سليمان بن صرد .

قوله : تنأنأت [يريد ] ضعفت واسترخيت .  

قال الأموي عبد الله بن سعيد : يقال : نأنأت الرجل إذا نهنهته عما يريد ، وكففته عنه . كأنه يعني : أني حملته على أن ضعف عما أراد وتراخى .

وقال غير هؤلاء من أهل العلم ؛ إنما سمي أول الإسلام النأنأة ؛ لأنه كان والناس ساكنون هادئون ، لم تهج بينهم الفتن ، ولم تشتت كلمتهم ، وهذا قد يرجع إلى المعنى الأول ، يقول : لم يقو التشتت والاختلاف والفتن ، فهو ضعيف لذاك .

التالي السابق


الخدمات العلمية