الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
622 - وقال أبو عبيد في حديث عمر - رضي الله عنه - : "ورع اللص ولا تراعه " يروى عن المبارك بن فضالة ، عن الحسن ، عن "عمر " .

قال أبو عبيد : يقول : إذا رأيته في منزلك فادفعه ، واكففه بما استطعت ، ولا تنتظر فيه شيئا ، وكل شيء كففته فقد ورعته ، قال أبو زبيد :


وورعت ما يكبي الوجوه رعاية ليحضر خير أو ليقصر منكر [ ص: 241 ]

يقول : ورعت عنكم ما يكبي وجوهكم ، يمتن بذلك عليهم .

وقوله : "لا تراعه" يقول : لا تنتظره ، وكل شيء تنتظره ، فأنت [تراعيه و ] تراعاه ،  قال الأعشى :


فظللت أرعاها وظل يحوطها     حتى دنوت إذا الظلام دنا لها

يذكر امرأة .

ومنه قيل للصائم : هو يرعى الشمس : يعني أن تغيب ، وكذلك الساهر يرعى النجوم .

وقد فسره بعض الفقهاء ، قال : قوله : "ورع" يقول : بره من السرقة ، ولا تتهمه ، يذهب به إلى الورع ، وليس هذا من الورع في شيء ، إنما هذا رخصة من "عمر " في الإقدام عليه ، وكذلك يروى عن ابن عمر : أنه رأى لصا في داره ، فطلب السيف أو غيره من السلاح ؛ ليقدم عليه .

وكذلك يروى عن ابن سيرين ، أنه قال : "ما كانوا يمسكون عن اللص إذا دخل دار أحدهم تأثما " .

التالي السابق


الخدمات العلمية