الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
621 - وقال أبو عبيد في حديث عمر - رضي الله عنه - أنه رأى جارية متكمكمة ، فسأل عنها ، فقالوا : أمة آل فلان ، فضربها بالدرة ضربات ، وقال : يا لكعاء! أتتشبهين بالحرائر ؟

يروى [هذا ] عن عوف بن أبي جميلة ، عن أنس بن سيرين ، عن "عمر " .

قال أبو عبيد : قوله : "متكمكمة" نرى أنه إنما أراد متكممة ، وأصله من الكمة وهي القلنسوة ، فشبه قناعها بها ، فقال متكمكمة ، ولم يقل متكممة ، كما قالوا : متجممة من الجمة ، ومتعممة من العمة ، والعرب تفعل هذا إذا اجتمعت الحروف من جنس واحد ، فرقوا بينها استثقالا لجمعها ، كما قالوا : كفكفت فلانا عن كذا ، وإنما أصلها : كففت ، قال أبو زبيد :


ألم ترني سكنت إلى لإلكم وكفكفت عنكم أكلبي وهي عقر

وقال متمم [بن نويرة ] :


ولكنني أمضي على ذاك مقدما     إذا بعض من يلقى الخطوب تكعكعا [ ص: 240 ]

وهو من كععت عن الأمر .

ومنه قولهم : تصرصر الباب من الصرير ، وإنما أصله تصرر [الباب ] .

وقوله : "يا لكعاء " فيه لغتان : لكعاء ، ولكاع .

وفي هذا الحديث من الفقه : أنه رأى أن تخرج الأمة بلا قناع ،  فإذا برزت للناس كذلك ، فكذلك ينبغي أن تكون في الصلاة بلا قناع .

ولهذا قال : "إبراهيم " في صلاة الأمة قال : تصلي كما تخرج إلى الأسواق .

التالي السابق


الخدمات العلمية