الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
626 - وقال " أبو عبيد " في حديث "عمر " - رضي الله عنه - أنه سمع رجلا يتعوذ من الفتن ، فقال [له ] "عمر " : "اللهم إني أعوذ بك من الضفاطة ، أتسأل ربك ألا يرزقك أهلا ومالا ، أو قال : أهلا وولدا " .

هذا من حديث "جعفر بن عون " عن "مسعر " عن "أبي الضحى " يسنده إلى "عمر " .

قوله : "أتسأل ربك ألا يرزقك أهلا وولدا " معناه عندي [ - والله أعلم - ] قول الله - تبارك وتعالى - : إنما أموالكم وأولادكم فتنة فأراد "عمر " هذه الآية .

ومنه حديثه - حين سأل أصحاب "النبي" - صلى الله عليه وسلم - فقال : "أيكم سمع قول "النبي" - صلى الله عليه وسلم - في الفتن" ؟

قالوا : نحن .

قال : "لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وماله" ؟

قالوا : نعم .

قال : "تلك يكفرها الصيام ، والصلاة والصدقة ، ولكن أيكم سمع قوله [ ص: 247 ] [صلى الله عليه وسلم ] في الفتن التي تموج موج البحر" ؟

فقال "حذيفة " : أنا .

فقال : "أنت لعمري " .
 


قال [ " أبو عبيد " ] : حدثنيه "يزيد " عن "أبي مالك " عن "ربعي " عن "حذيفة " عن "عمر " في حديث طويل .

قال "أبو عبيد " : فالذي كره "عمر " أن يتعوذ منه : الفتنة بالأهل والمال ،  ولم ينه عن التعوذ من الفتن التي تموج موج البحر .

وقوله : "الضفاطة " : يعني ضعف الرأي والجهل ، يقال منه : رجل ضفيط .

وقد قال بعض أهل العلم في حديث "ابن سيرين " أنه شهد نكاحا فقال : "فأين ضفاطتكم" ؟ فسره : أنه أراد الدف .

وإنما نراه [أنه ] سماه ضفاطة ، لهذا المعنى : أي إنه لهو ولعب ، وهو راجع إلى ضعف الرأي والجهل [ ص: 248 ] .

ومنه حديث "لابن سيرين " آخر : أنه كان ينكر قول من قال : "إذا قعد إليك الرجل فلا تقم حتى تستأذنه " .

قال : وبلغه عن رجل أنه استأذن ، فقال : إني لأراه ضفيطا .

التالي السابق


الخدمات العلمية