الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
638 - وقال " أبو عبيد " في حديث "عمر " [ - رضي الله عنه - ] [ ص: 265 ] في قنوت الفجر  قوله : "وإليك نسعى ، ونحفد ، نرجو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق " .

قال : حدثناه "هشيم " قال : أخبرنا "ابن أبي ليلى " عن "عطاء " عن "عبيد بن عمير " عن "عمر " .

قوله : "نحفد" أصل الحفد : الخدمة والعمل .

يقال : حفد يحفد حفدا ، قال "الأخطل " :


حفد الولائد حولهن وأسلمت بأكفهن أزمة الأجمال

أراد : خدمهن الولائد ، وقال الشاعر :


كلفت مجهولها نوقا يمانية     إذا الحداة على أكسائها حفدوا

وقد روي عن "مجاهد " في قوله [ - عز وعلا - ] : بنين وحفدة   [ ص: 266 ] أنهم الخدم ، وعن "عبد الله " أنهم الأصهار .

قال : حدثناه "ابن مهدي " عن "سفيان " عن "عاصم " عن "زر " عن "عبد الله " والله أعلم .

وأما المعروف في كلامهم ، فإن الحفد : الخدمة ، فقوله : "نسعى ونحفد" هو من ذاك ، يقول : إنا نعبدك ، ونسعى في طلب رضاك ، وفيه لغة أخرى ، أحفد إحفادا ، قال "الراعي " :


مزايد خرقاء اليدين مسيفة     أخب بهن المخلفان وأحفدا

فقد يكون قوله : "أحفدا " : أخدما ، وقد يكون أحفدا غيرهما : أعملا بعيرهما ، فأراد "عمر " بقوله : "وإليك نسعى ونحفد " : العمل لله بطاعته ، وأما قوله : "بالكفار ملحق" هكذا يروى الحديث ، وهو جائز في الكلام أن يقال ملحق ، يريد : لاحق ؛ لأنهما لغتان ، يقال : لحقت [ ص: 267 ] القوم وألحقتهم بمعنى ، كأنه أراد بقوله : ملحق : لاحق ، قاله "الكسائي " وغيره .

التالي السابق


الخدمات العلمية