الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
671 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عثمان " [رحمه الله ] أنه قال : "بلغني أن ناسا منكم يخرجون إلى سوادهم ، إما في تجارة ، وإما في جباية ، وإما في جشر ، فيقصرون الصلاة ، فلا تفعلوا ، فإنما يقصر الصلاة  من كان شاخصا ، أو بحضرة عدو " [ ص: 310 ] .

قال : حدثناه " ابن علية " عن "أيوب " عن "أبي قلابة " قال : حدثني من قرأ كتاب " عثمان " - أو قرئ عليه - بذلك .

قوله : الجشر : هم القوم يخرجون بدوابهم إلى المرعى ، قال "الأخطل " يذكر قتل "عمير بن الحباب " :


يسأله الصبر من غسان إذ حضروا والحزن كيف قراه الغلمة الجشر

    يعرفونك رأس ابن الحباب وقد
أمسى وللسيف في خيشومه أثر

قوله : "الصبر" قال "ابن الكلبي " : هي قبائل من "غسان " معلومة مسماة ، يقال لهم : "الصبر " .

قال : وكذلك "الحزن " : هم قبائل من "غسان " أيضا .

قال " أبو عبيد " وفي هذا الحديث من الفقه : أنه لم ير التقصير إلا لمن كانت غيبته تبلغ أن تكون سفرا ؛ ألا تراه يقول : "فإنما يقصر الصلاة من كان شاخصا " [ ص: 311 ] .

وفي قوله : "أو بحضرة عدو " : فقه أيضا ؛ أنه يقصر الصلاة ،  وإن كان مقيما ، إذا كان بحضرة العدو .

[ولك ] فيه ثلاث لغات : قصر ، وتقصير ، وإقصار ، والوجه عندنا قصر .

التالي السابق


الخدمات العلمية