الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
699 - وقال " أبو عبيد " في حديث "علي " - رحمه الله - : في الرجل يكون له الدين الظنون ، قال : "يزكيه لما مضى إذا قبضه إن كان صادقا " .

قال : حدثناه "يزيد بن هارون " عن "هشام " عن "ابن سيرين " عن "عبيدة " عن "علي " .

قوله : "الظنون " : هو الذي لا يدري صاحبه أيقضيه الذي عليه الدين أم لا ؟   [ ص: 358 ] كأنه الذي لا يرجوه ، وكذلك كل أمر تطالبه ولا تدري على أي شيء أنت منه ، فهو ظنون ، قال "الأعشى " :


ما جعل الجد الظنون الذي جنب صوب اللجب الماطر

    مثل الفراتي إذا ما جرى
يقذف بالبوصي والماهر

فالجد : البئر التي تكون في الكلأ ، والظنون : التي لا يدري أفيها ماء أم لا ؟

وفي هذا الحديث من الفقه : أنه من كان له دين على الناس ، فليس عليه أن يزكيه حتى يقبضه ،  فإذا قبضه زكاه لما مضى ، وإن كان لا يرجوه .

وهذا يرد قول من قال : إنما زكاته على الذي عليه المال ؛ لأنه المنتفع به ، وهو شيء يروى عن "إبراهيم " ، والعمل عندنا على قول "علي " رحمه الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية