"ألا إغلال ولا إسلال، وأن بينهم عيبة مكفوفة".
قال الإسلال: السرقة، يقال: في بني فلان سلة إذا كانوا يسرقون. والإغلال: الخيانة. أبو عمرو:
وكان يقول [ ص: 252 ] : أبو عبيدة
يقال: رجل مغل مسل: أي صاحب سلة وخيانة.
ومنه قول "شريح":
"ليس على المستعير غير المغل ضمان، ولا على المستودع غير المغل ضمان يعني الخائن.
وقال يعاتب امرأته "النمر بن تولب" "جمرة" في شيء كرهه منها، فقال:
جزى الله عنا جمرة ابنة نوفل جزاء مغل بالأمانة كاذب
قال وأما قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : أبو عبيد:"ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن" [ ص: 253 ] .
فإنه يروى: لا يغل، ولا يغل.
فمن قال: يغل - بالفتح - فإنه يجعله من الغل وهو الضغن والشحناء.
ومن قال: يغل - بضم الياء - جعله من الخيانة من الإغلال.
وأما الغلول فإنه من المغنم خاصة.
يقال منه: قد غل يغل غلولا، ولا نراه من الأول ولا [من] الثاني.
ومما يبين ذلك أنه يقال من الخيانة: أغل يغل.
ومن الغل: غل يغل.
ومن الغلول: غل يغل بضم الغين.
فهذه الوجوه مختلفة.
قال الله [ - عز وجل - ] : وما كان لنبي أن يغل
ولم نسمع أحدا قرأها بالكسر.
وقرأها بعضهم: "يغل"، فمن قرأها بهذا الوجه، فإنه يحتمل معنيين [ ص: 254 ] :
أن يكون يغل: يخان: يعني أن يؤخذ من غنيمته.
ويكون يغل ينسب إلى الغلول.
وقد قال بعض المحدثين قوله: لا إغلال: أراد لبس الدروع، ولا إسلال: أراد سل السيوف.
ولا أعرف لهذا وجها، ولا أدري ما هو؟