الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 1 ] حديث الزبير بن العوام رحمه الله

713 - وقال " أبو عبيد في حديث " الزبير [بن العوام"] - رحمه الله - : " أنه خاصم رجلا من الأنصار في سيول شراج الحرة إلى " النبي" - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا " زبير" احبس الماء حتى يبلغ الجدر".  

قال: حدثنيه " حجاج" ، عن " ابن جريج" ، عن " ابن شهاب" ، عن " عروة" ، عن " عبد الله بن الزبير".

قال " الأصمعي": الشراج مجاري الماء من الحرار إلى السهل، واحدها شرج   [ ص: 2 ] .

وقال " أبو عمرو" مثل ذلك، أو نحوه.

قال " الأصمعي": وأما التلاع: فإنها مجاري أعلى الأرض إلى بطون الأودية، واحدتها تلعة.  

وكان " أبو عبيدة " يقول: التلعة قد تكون ما ارتفع من الأرض، وتكون ما انحدر، وهذا عنده من الأضداد.

قال " أبو عبيد ": وأما الجدر: فهو الجدار، ومنه قول " ابن عباس" [ - رحمه الله - ] حين سئل عن الحطيم، فقال: هو الجدر.

فيقول: احبس الماء في أرضك حتى تنتهي إلى الجدار، ثم أرسله إلى من هو أسفل [منك] .

وفي هذا الحديث من الفقه: أنه قضى في الماء إذا كان مشتركا بين قوم أن يمسك الأعلى حتى يبلغ الموضع الذي سمى، ثم يرسله إلى الأسفل،  وكذلك قضى في سيل " مهزور" وادي " بني قريظة" أن يحبسه حتى يبلغ الماء الكعبين، ثم يرسله، ليس له أن يحبسه أكثر من ذلك [ ص: 3 ] .

وهذا تأويل حديث " ابن مسعود": " أهل الشرب الأسفل أمراء على أعلاه".

التالي السابق


الخدمات العلمية