الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
حديث طلحة بن عبيد الله [رحمه الله]

718 - وقال " أبو عبيد " في حديث " طلحة بن عبيد الله" [ - رحمه الله - ] حين قام إليه رجل بالبصرة، فقال: " إنا أناس بهذه الأمصار، وإنه أتانا قتل أمير، وتأمير آخر، وأتتنا بيعتك، وبيعة أصحابك، فأنشدك الله ولا تكن أول من غدر. فقال " طلحة": أنصتوني، ثم قال: إنى أخذت، فأدخلت في الحش وقربوا، فوضعوا اللج على قفي، فقالوا: لتبايعن، أو لنقتلنك، فبايعت، وأنا مكره".

قال: حدثناه " ابن علية" قال: حدثنا " أبو مسلمة سعيد بن يزيد" ، عن " أبي نضرة" ، عن " طلحة".

قوله: " اللج" ، قال " الأصمعي": يعني السيف،  قال: ونرى أن اللج: اسم سمي به السيف كما قالوا: الصمصامة، وذو الفقار، ونحوه [ ص: 11 ] .

ويقال فيه قول آخر: شبهه بلجة البحر في هوله، يقال: هذا لج البحر، وهذه لجة البحر.

وأما " الحش": فالبستان، وفيه لغتان: الحش، والحش، وجمعه حشاش، وإنما سمي موضع الخلاء حشا بهذا، لأنهم كانوا يقضون حوائجهم في البساتين.  وأما قوله: " أنصتوني":  فهو مثل قوله: انصتوا لي.

يقال: أنصته، وأنصت له مثل: نصحته، ونصحت له.

وقوله: " قفي" هي لغة " طيئ" ، وكانت عند " طلحة" امرأة طائية، ويقال: إن " طيئ" لا تأخذ من لغة أحد، ويؤخذ من لغاتها.

التالي السابق


الخدمات العلمية