الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
حديث عبد الرحمن بن عوف [رحمه الله]

722 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عبد الرحمن بن عوف" [ - رحمه الله - ] : " أنه طلق امرأته، فمتعها بخادم سوداء، حممها إياها".

قال: حدثنا " هشيم" ، عن " محمد بن إسحاق" ، عن " سعد بن إبراهيم" ، عن " أبيه" ، عن " عبد الرحمن".

قوله: " حممها إياها": يعني متعها بها بعد الطلاق، وكانت العرب تسميها التحميم.  

قال: حدثنا " هشيم" قال: أخبرنا " مغيرة" ، عن " إبراهيم" قال: كانت العرب تسمي المتعة التحميم، قال الراجز:


أنت الذي وهبت زيدا بعدما


هممت بالعجوز أن تحمما

يعني أن أطلقها، وأمتعها.

قال " الأصمعي": التحميم في ثلاثة أشياء: هذا أحدها [ ص: 17 ] .

ويقال: حمم الفرخ: إذا نبت ريشه، وحممت وجه الرجل: إذا سودته بالحمم.

وفي هذا الحديث من الفقه: أنه أراد قول الله - تبارك وتعالى - : وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين  و حقا على المحسنين ، ولهذا قال " شريح" لرجل طلق امرأته: لا تأب أن تكون من المتقين، ولا تأب أن تكون من المحسنين. ولم يجبره عليها، إنما أفتاه فتيا.

وأما الذي يجبر عليها، فالتي تطلق قبل الدخول، ولم يسم لها صداق، لقول الله - تبارك وتعالى - : لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره [ ص: 18 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية