الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
732 - وقال " أبو عبيد " في حديث " خالد" [ - رحمه الله - ] في غزاة " بني جذيمة" من [بني] " كنانة" يوم فتح مكة، وكان أسر منهم قوما، فلما كان الليل نادى مناديه: " من كان معه أسير فليدافه".

قال " الأموي" و " أبو عمرو": قوله: " فليدافه":  يعني ليجهز عليه.

يقال منه: داففت الرجل دفافا ومدافة، وهو إجهازك عليه، قال " العجاج" - أو " رؤبة" - في رجل يعاتبه:


لما رآني أرعشت أطرافي


كان مع الشيب من الدفاف [ ص: 39 ]

ويروى: " الذفاف" بالذال

وكان " الأصمعي" يقول: تداف القوم: إذا ركب بعضهم بعضا.

وقال " أبو عبيد ": ولا أراه مأخوذا إلا من هذا.

وفيه لغة أخرى: فليدافه مخففة.

يقال منه: دافيته، وهو فيما يقال: " لغة جهينة".

ومنه الحديث المرفوع: " أنه أتي بأسير، فقال لقوم منهم: اذهبوا به فأدفوه".

يريد الدفء من البرد، فذهبوا به، فقتلوه، فوداه رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ] يروى هذا عن " مجالد" ، عن رجل من " جهينة".

قال: فذكرته " للشعبي" فعرفه.

وفيه لغة أخرى ثالثة بالذال، يقال: ذففت عليه تذفيقا: إذا أجهزت عليه [ ص: 40 ] .

ومنه حديث " علي" [ - رحمه الله - ] أنه نادى مناديه " يوم الجمل": " لا يذفف على جريح، ولا يتبع مدبر".

حدثناه " شريك" ، عن " السدي" ، عن " عبد خير" ، عن " علي" أنه نادى مناديه " يوم الجمل" بذلك.

والذفاف: هو السم القاتل [ ص: 41 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية