قال " الأموي" و " أبو عمرو": قوله: " فليدافه": يعني ليجهز عليه.
يقال منه: داففت الرجل دفافا ومدافة، وهو إجهازك عليه، قال " العجاج" - أو " رؤبة" - في رجل يعاتبه:
لما رآني أرعشت أطرافي
كان مع الشيب من الدفاف [ ص: 39 ]
ويروى: " الذفاف" بالذالوكان " الأصمعي" يقول: تداف القوم: إذا ركب بعضهم بعضا.
وقال " أبو عبيد ": ولا أراه مأخوذا إلا من هذا.
وفيه لغة أخرى: فليدافه مخففة.
يقال منه: دافيته، وهو فيما يقال: " لغة جهينة".
ومنه الحديث المرفوع: " أنه أتي بأسير، فقال لقوم منهم: اذهبوا به فأدفوه".
يريد الدفء من البرد، فذهبوا به، فقتلوه، فوداه رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ] يروى هذا عن " مجالد" ، عن رجل من " جهينة".
قال: فذكرته " للشعبي" فعرفه.
وفيه لغة أخرى ثالثة بالذال، يقال: ذففت عليه تذفيقا: إذا أجهزت عليه [ ص: 40 ] .
ومنه حديث " علي" [ - رحمه الله - ] أنه نادى مناديه " يوم الجمل": " لا يذفف على جريح، ولا يتبع مدبر".
حدثناه " شريك" ، عن " السدي" ، عن " عبد خير" ، عن " علي" أنه نادى مناديه " يوم الجمل" بذلك.
والذفاف: هو السم القاتل [ ص: 41 ] .


