إني [قد] تزوجت امرأة شابة، وإنى أخاف أن تفركني.
فقال " عبد الله": " إن الحب من الله، والفرك من الشيطان، فإذا دخلت عليك، فصل ركعتين، ثم ادع بكذا، وكذا".
قال: حدثناه ، عن " أبو معاوية" ، عن " الأعمش" ، عن " أبي وائل" " عبد الله".
قال فذكرته " الأعمش": لإبراهيم، فقال مثله.
فإن الفرك: أن تبغض المرأة زوجها، وهذا حرف مخصوص به المرأة والزوج، ولم أسمعه في غير ذلك [ ص: 106 ] . قوله: أخاف الفرك:
يقال: فركته تفركه فركا، وهي امرأة فروك، وفارك، وجمعها فوارك، قال يصف الإبل: " ذو الرمة"
إذا الليل عن نشز تجلى رمينه بأمثال أبصار النساء الفوارك
شبه الإبل بالنساء الفوارك، لأنهن يبغضن أزواجهن، فهن ينظرن إلى الرجال ويستشرفن لهم، لأنهن لسن بقاصرات على الأزواج.يقول: فهذه الإبل تصبح وقد سارت ليلها كله، وهن في رميهن بأعينهن، وقلة انكسار جفونهن من النشاط والقوة على السير مثل أولئك، فهذه قصة التي لا يحظى زوجها عندها.
فإذا لم تحظ هي عنده، وأبغضها، قيل: صلفت عند زوجها تصلف صلفا، فهذا هو الصلف عند العرب.
وقد وضعت العامة هذه الكلمة في غير موضعها.
ويقال منه: امرأة صلفة من نسوة صلفات وصلائف، قال " القطامي" يذكر امرأة:
لها روضة في القلب لم يرع مثلها فروك ولا المستعبرات الصلائف [ ص: 107 ]