قال: حدثناه " جرير" ، عن ، عن " منصور" ، عن " أبي وائل" " عبد الله".
نراه أراد تأويل قوله: قوله: " عليكم بحبل الله" واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا يقول: فالاعتصام بحبل الله: هو ترك الفرقة، واتباع القرآن.
وأصل الحبل في كلام العرب يتصرف على وجوه: فمنها العهد، وهو الأمان، وذلك أن العرب كانت يخيف بعضها بعضا في الجاهلية فكان الرجل إذا أراد سفرا أخذ عهدا من سيد القبيلة، فيأمن به ما دام في تلك القبيلة، حتى ينتهي إلى الأخرى، فيفعل مثل ذلك أيضا يريد بذلك الأمان، فمعنى الحديث أنه يقول [ ص: 119 ] :
وقال عليكم بكتاب الله، وترك الفرقة، فإنه أمان لكم، وعهد من عذاب الله وعقابه، يذكر مسيرا له، وأنه كان يأخذ الأمان من قبيلة إلى قبيلة، فقال لرجل يمتدحه: " الأعشى"
وإذا تجوزها حبال قبيلة أخذت من الأخرى إليك حبالها
والحبل في غير هذا الموضوع: المواصلة، وقال " امرؤ القيس":إني بحبلك واصل حبلي وبريش نبلك رائش نبلي
والحبل - أيضا - من الرمل: المجتمع منه، الكثير العالي.