782 - وقال " " في حديث أبو عبيد " عبد الله" [ - رحمه الله - ] أنه قيل له: إن فلانا يقرأ القرآن منكوسا، فقال: " ذلك منكوس القلب" [ ص: 120 ] .
قال: حدثناه و " أبو معاوية" ، عن " وكيع" ، عن " الأعمش" ، عن " أبي وائل" " عبد الله".
، يتأوله كثير من الناس أنه أن يبدأ الرجل من آخر السورة، فيقرأها إلى أولها، وهذا ما أحسب [أن] أحدا يطيقه، ولا كان هذا في زمن قوله: " يقرؤه منكوسا" " عبد الله" ولا عرفه، ولكن وجهه عندي أن يبدأ من آخر القرآن من المعوذتين، ثم يرتفع إلى البقرة، كنحو مما يتعلم الصبيان في الكتاب، لأن السنة خلاف هذا، يعلم ذلك بالحديث الذي يحدثه [ - رحمه الله - ] عن " النبي" - عليه السلام - أنه كان إذا أنزلت عليه السورة، أو الآية، قال: ضعوها في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا، ألا ترى أن التأليف الآن في هذا الحديث من رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ] ، ثم كتبت المصاحف على هذا؟ . " عثمان"
ومما يبين لك ذلك أنه ضم " براءة" إلى " الأنفال" ، فجعلها بعدها، وهي أطول، وإنما ذلك للتأليف فكان أول القرآن فاتحة الكتاب، ثم البقرة [ ص: 121 ] إلى آخر القرآن.
فإذا بدأ من المعوذتين صارت فاتحة الكتاب آخر القرآن فكيف تسمي فاتحته وقد جعلت خاتمته.
وقد روي عن " الحسن" و من الكراهة فيما [هو] دون هذا. " ابن سيرين"
قال [ ] : حدثني أبو عبيد ، عن " ابن أبي عدي" " أشعث" ، عن " الحسن" و أنهما كانا يقرآن القرآن من أوله إلى آخره، ويكرهان الأوراد " ابن سيرين"
قال: وقال تأليف الله خير من تأليفكم. " ابن سيرين":
قال " ": وتأويل الأوراد: أنهم كانوا أحدثوا أن جعلوا القرآن أجزاء، كل جزء منها فيه سور مختلفة من القرآن على غير التأليف، جعلوا السورة الطويلة مع أخرى دونها في الطول، ثم يزيدون كذلك حتى يتم الجزء، ولا يكون فيه سورة منقطعة، ولكن تكون كلها سورا تامة، فهذه الأوراد التي كرهها أبو عبيد " الحسن" و " محمد" ، والنكس أكثر من هذا وأشد، وإنما جاءت الرخصة في تعليم الصبي، والأعجمي من المفصل، [ ص: 122 ] لصعوبة السور الطوال عليهما، فهذا عذر، فأما من قد قرأ القرآن وحفظه، ثم تعمد أن يقرأه من آخره إلى أوله، فهذا [هو] النكس المنهي عنه، وإذا كرهنا هذا فنحن للنكس من آخر السورة إلى أولها أشد كراهة، إن كان ذلك يكون.